شعر: حسين العلي
أنقى المودّة مـــــــــا تكونُ بغيبةٍ
تبقى وإن طالَا الزمـــــــانُ خرابُ
تُخفى وتزهــــرُ في الظنونِ كأنها
ســـــرٌّ يشقُّ الروحَ وهـــــو غيابُ
لا تستقيـــمُ على الريـــــــاءِ فإنّهُ
كالسيفِ يُخفي حــدَّهُ المحجوبُ
تبقى على عهدِ القلوبِ وإن غفتْ
عنهـــا العيونُ و أوصدتِ الأبوابُ
كالمـــــاءِ إن غـــابتْ ملامحُهُ أتى
من عمقِ تربتهِ لنـــــا إخصــــــابُ
تأتيكَ من وهــــمِ الــدروبِ وتبني
لك في متاهـــــاتِ الضياعِ رحابُ
لا تستبينُ برسمِهــــا أو لفظِهــــــا
لكنْ لهــــــا في العمقِ وقـعُ عتابُ
صمتُ المـــودّةِ أصدقُ التعبيـرِ لا
كذبُ الحروفِ إذا استباحَ خطابُ
إنّ المحـــــبَّ إذا طوى الأيامَ في
قلبٍ صبـــــورٍ عـــاشَ وهو مُهابُ
بعضُ الوصـــالِ يُميتنا من فرطِهِ
وبعضُ صمتٍ بالحــــنينِ يُـــذابُ
فهنــــــاكَ حـــــبٌّ لو تقادمَ عهدُهُ
زادَ اشتهــــــاءً واعتلى الإعجـابُ
للهِ قلـــــبٌ لا يغيّــــــــرُ وعـــــدَهُ
إن غـــــابَ وجهُك فالندى لا غابُ
هذا الـــــــذي لا ينثني في صبرهِ
مهمـــــــا تعــــاظمَ بيننا الأسبــابُ
يحنـــــو عليــــكَ كأنّهُ ما فارقَ الـ
أيـــــــامَ، بل فيــــهِ الهوى منسابُ
إن جئــــتَ تذكــــــرُهُ أتى متبسّمًا
وكــــــأنهُ لكَ في الليـــــالي شهابُ
فاحفظْهُ إنّ النـــورَ يُطفئهُ الجَفـــا
والمـــــــاءُ إن طالَ السكـونُ يُعابُ