...
Oplus 16908288Oplus_16908288

شعر: أمل سامح 

 

أما زلتَ لا تزورني في منامي؟

أما زال الحلم يُقصيك عني؟

أُمسك صورتك… أُحادثها،

وأبكي وجعي بصوتٍ خفي.

 

جُرحي عميق،

ترك في الجسد آثارَ وجعٍ… لا يَبرأ،

فما عاد فيّ موضعٌ سالم،

وما عاد قلبي إلا ساحةً تنزف.

 

كلّما هربتُ من الحنين،

عاد إليّ… كظلٍّ لا يُفارقني،

أراكَ… كأنك قَسَمتَ أن لا ترحل،

أن تبقى… حتى بعد الرحيل.

 

كنتَ تقول:

“الجميع يغيب…

إلا من أحبّ، يبقى قريبًا”،

فمضيتِ أولًا،

وأخذتِ القلب معكِ،

وكسرتِ ظهري… قبل أن ترحلي.

 

وهو…

مضى خلفكِ،

كأنّ الوعد الذي بينكما قد نُقش في دمه،

أتمّ ما تبقّى من عمره،

وجاءكِ…

ليقول لكِ: “ها أنا قد أوفيتُ”.

 

ها أنتما الآن…

تحت الثرى،

وفي حضنٍ واحد، تنامان بسلام،

أما أنا…

فلا سلامَ لي،

ولا حضنَ يحتوي وحدتي.

 

أخذتما كلّ شيء،

تركتُما لي جُرحًا لا يُنسى،

لا يُشفى،

ولا يُمات.

 

هو أخذ روحي،

وأنتِ أخذتِ القلب،

فمتى إذًا…

يرحل هذا الجسدُ الفارغ؟

 

القبر لم يَعُد يسعني،

والأرضُ لم تَعُد تَحتملني،

وحشتِني…

وغيابكِ كان يُؤلمني،

لكن وجوده… كان يُصبّرني.

 

فيا من جئتِه…

أخبريني:

من بعده…

من سيحتوي انكساري؟

من سيأخذني من هذا الخراب؟

 

انكسر قلبي،

وجفّت دمعتي،

وما عاد لي غيرُ وجعٍ صامت،

وجُرح…

هو وحده،

من لا يزال… ينزف

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *