“آلاء خليفة: أكتب لأنني أريد أن أُشعل شمعة في قلوب الآخرين”

حوار : أحمد محمد

في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات وتضيع فيه المعاني، تظهر بعض الأقلام التي تحمل في طياتها رسالة صادقة، لا تبحث عن الشهرة بقدر ما تسعى لترك أثرٍ في النفوس. آلاء خليفة، فتاة من محافظة البحيرة، عمرها لا يتجاوز الثامنة عشرة، اختارت أن تمسك بالقلم لتكتب لا لأنها فقط تحب الكتابة، بل لأنها وجدت فيها خلاصًا وأملًا ورسالة. رغم أنها ما زالت في بداية الطريق، إلا أن طموحها لا يقل عن طموح الكبار. التقينا بها، فكان لنا معها هذا الحوار.

الاسم الكامل هو آلاء إبراهيم خليفة، لكنك تفضلين أن تُنادي بـ”آلاء خليفة”، لماذا؟

لأن الاسم ده بقي مرتبط بيا وبشخصيتي وكتاباتى، حاسة إنه الأقرب لقلبي واللي الناس حفظتني بيه، ويمكن لأنه بسيط ومميز في نفس الوقت.

من أين كانت البداية؟

أنا من قرية الكفر الجديد، مركز الرحمانية، محافظة البحيرة. لسه مخلصة الثانوية العامة، وقدّمت في كلية الآداب علشان حابة أدخل قسم اللغة العربية، لأنها الأقرب لميولي وموهبتي، ولسه منتظرة نتيجة القبول.

ما الدافع وراء اختيارك لقسم اللغة العربية تحديدًا؟

لأنى بحب الكتابة وبشوف إن اللغة العربية مش بس مادة دراسية، لكنها فن ووسيلة تعبير، وحابة إن دراستي تكون بتدعم شغفي مش بتعطّله.

متى بدأت الكتابة فعليًا؟

بدأت أكتب وأنا عندي 15 سنة، وتحديدًا يوم 7 مايو 2023. كنت بكتب مذكراتي عادي، ومع الوقت حسّيت إن الكتابة مش بس فضفضة، لكنها موهبة تستحق الاهتمام والتطوير.

كيف طوّرتِ من نفسك بعد اكتشافك للموهبة؟

شاركت في ورش وكورسات للكتابة، وقريت كتير، وبدأت أعمل تحديات لنفسي علشان أتطوّر، حتى لو كانت خطوات بسيطة، لكنها فرقت معايا جدًا.

هل حصلتِ على دعم من أحد؟

الحقيقة إن الدعم الحقيقي كان مني لنفسي. صحيح إن صحابي كانوا بيشجعوني، لكن محدش كان بيتابعني خطوة بخطوة، حتى أهلي ميعرفوش إني بكتب. لكن لما الناس بدأت تقول إن كتاباتي حلوة، وإنهم بيلاقوا نفسهم فيها، ده شجعني أكتر.

هل نشرتِ كتاباتك في أعمال جماعية أو منفردة؟

شاركت في كتب جماعية منها:

“ما بين الحقيقة والخيال”

“من الأعماق”

“همس الأرواح” (كتاب إلكتروني)

ما الذي تسعين إليه من خلال الكتابة؟

نفسي أكون كاتبة الناس بتحبها قبل ما أكون مشهورة. نفسي أطلع مع منى الشاذلي، مش علشان الشهرة بس، لكن لأن ده اعتراف حقيقي باللي بعمله. وعايزة كتاباتي تفيد الناس وتعلمهم حاجة، مش مجرد تسلية أو كلام بيتنسي.

هل بإمكانك أن تشاركينا بعضًا من خواطرك؟

أكيد، دي واحدة من أقرب الخواطر لقلبي:

> “الجميع يريدني أن أعترف به، وكيف لنفسي أن تعترف بحبٍ صامت؟

كيف لها أن تعشق وهي مدركة كيف تكون النهاية؟

ومع كل هذا العناء فالقلب معترفٌ بالفطرة،

معترفٌ بالحب والأشجان وخفقان القلب،

معترفٌ بالعذاب والهوى والأمل المجنون بالدفء،

ولكن الجميع يريدونني أن أعترف بالكلام،

واللسان صامت من أثر الجروح،

والحواس منتظرة، والعقل يفيض بالتفكير،

ولكن مَن يراقب العيون سيجدها معترفة بالعشق،

فليكن الصمت أملًا من جديد.”

— الكاتبة: آلاء خليفة

وخواطر أخرى كتبتها عندما فكرت في الأحلام:

> “قد يكون طريق الوصول إلى أحلامنا طويلًا،

ولكن ليس مستحيلًا.

فالحلم يسكن الأمل،

والأمل يُشبه شمسًا تنير طريقنا،

رغم البُعد، ورغم الخيبات،

نرتجف، ثم ننهض، ثم نحلق…

حتى نصل إلى النجوم.”

— الكاتبة: آلاء خليفة

ما رأيك في الإعلام قديمًا مقارنة بالإعلام الحديث؟

الإعلام زمان كان معتمد على الوسائل التقليدية زي التليفزيون والراديو والصحف، وكان ليه تأثير قوي جدًا على الناس لأنه كان مصدر موثوق.

أما الإعلام الحالي، بيعتمد على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، وده ساعد في سرعة انتشار المعلومات، وأتاح للجمهور يشارك برأيه، لكن في نفس الوقت فيه مشكلة إن كتير من المعلومات اللي بتنتشر مش دايمًا صحيحة، ومفيش تأكد كافٍ من مصادرها.

وأيهما الأقوى في رأيك؟

الاتنين ليهم تأثير، بس الإعلام القديم كان بيقدم الرسالة بشكل أعمق وأدق، أما الحديث فمحتاج وعي من الناس علشان يميزوا بين المعلومة الصح والغلط.

كلمة أخيرة؟

كل اللي أقدر أقوله: اكتب، حتى لو حسّيت إنك لوحدك. طوّر نفسك، حتى لو محدش شايف ده. دايمًا هييجي اليوم اللي تنجح فيه، بس خليك مستمر، وخلي صوتك الحقيقي يفضل مسموع بين كل الضجيج.