شعر: عائـشـة أحمــد
يَا مَهْبِطَ الْوَحْيِ إِنَّ الشِّعْرَ فِيكَ سَمَـا
وَطَـافَ شَوْقًا بِأَرْضِ الْبَيْتِ وَالْحَرَمَــا
زهى عَلَى هَامِ سُحُبِ الْكَوْنِ مُفْتَخِرًا
عِــزًّا بِــآلِ سُـعُـودٍ الْـقَـادَةِ الْـعُـظَمَا
يَــا رَايَــةَ الْـحَقِّ وَالـرَّحْمَنِ جَـادَ بِـهَا
وَسَـيْـفُ عَــدْلٍ بِـأَمْرِ اللهِ قَـدْ حَـكَمَا
يَـا مَـوْطِنَ الـنُّورِ مِـنْكَ الْحَقُّ شَعَّ لَنَـا
فَـبَـدَّدَ الـنُّـورُ مِــنْ مِـشْـكَاتِهِ الظُّـلَمَا
على ثراكِ مشى خيــرُ الــورى زمنـــاً
وَقَــدْ حَــبَـاكَ الإِلٰهُ الْـعِلْمَ وَالْـعُـلَمَا
عُذراً فإن حـــروف الشعــر عاجــزةٍ
عن وصف مـن أُتِـيَّ جوامــع الكِلما
يَــا مَـوْئِـلَ الْـعِـزِّ إِنِّـي فِـيكَ مُـعْتَمِرٌ
عَـلَى هَـوَاكَ أُحَـثُّ الْـخَطْوَ وَالْـقَدَمَا
يَـا قِـبْلَةَ الـرُّوحِ فِيكَ الرُّوحُ خَاشِعَــةٌ
وَالْـقَلْبُ صَـلَّى بِمِحْرَابِ الهُدَىٰ وَهَمَىٰ
فِـيكَ الـصَّلَاةُ وَفِـيكَ الـطُّهْرُ مُـتَّسِقٌ
وَفِـيكَ طَـافَ حَـنِينُ الْقَلْبِ وَابْتَسَمَا
يَـا خَـيْرَ أَرْضٍ بِهٰذَا الْكَوْنِ مَا بَرِحَـتْ
تَـهْـدِي الْأَنَـامَ وَتُـحْيِي بِـالْهُدَىٰ أُمَـمَا
أنــىٰ التفتنــا نَــرَى آثــارَ نهضتـهـَـا
وحكام يمضون فيها للعُلا قُــدُمَــا
يَـــا دُرَّةَ الْــكَـوْنِ وَالْآيَــاتُ شَـاهِـدَةٌ
وَمَــنْ سِـوَى اللهِ فِـيهَا أَسْـبَغَ الـنِّعَمَا
حَـمَـاكِ رَبِّــي مِــنَ الْأَعْــدَاءِ قَـاطِـبَةً
فَـمِـنْكِ شَــعَّ ضِـيَاءُ الْـحَقِّ وَانْـتَظَمَا
بِـكَ اعْـتِزَازِي وَفَـخْرِي أَنْتِ مُلْـهَمَتِي
وَأَنْـتِ يَـنْبُوعُ شِـعْرِي بِـالْقَصِيدِ هُـمَا
يَــا مَـوْطِـنًا خَلَـدَ الـتَّارِيــخُ سِيْــرتـهُ
وَأَذْهَـلَ الْـمَجْدُ فِـيهِ الْعَرْبَ وَالْعَجَمَا
أُشْـدُو بِـذِكْرَاكِ فِـي سِـرٍّ وَفِـي عَـلَنٍ
وَمِــنْ سَـنَـاكِ تَـحَلَّى مَـنْطِقِي وَسَـمَا
غَـنَّـى لَــكِ الْـكَوْنُ وَالْأَجْـوَاءُ مُـعْلِنَةٌ
أَنَّ الْـجَمَالَ هُـنَا فِـي أَرْضِـكِ ارْتَسَمَا
بِـسُـلَّـمِ الْـمَـجْدِ قَــدْ طالت مَعالمُهَا
عَـلَىٰ مَدَى الدَّهْرِ تُضْفِي أَرْضُهَا نِعَمَا
مَـحْـفُوظَةٌ مِــنْ إِلٰهِ الْـكَـوْنِ خَـالِـقِنَا
وَجَـوْهَرُ الـدِّينِ فِي أَنْحَائِهَا احْتَسَمَا
مَـحْرُوسَةٌ مِـنْ رِجَـالٍ بِـالْوَفَا هَبُــوا
أَرْوَاحَـهُـمْ . “تفتديــكِ ثائِراتُ دِمَـا
تَـهْفُو الْـقُلُوبُ لَـهَا شَـوْقًا إِذَا قَـدِمَتْ
وَفِــي رُبَـاهَـا دَوَاءٌ يُـشْـفِي الـسُّـقَمَا
بِـهَـا الْـحَـضَارَاتُ بِـالْآفَـاقِ شَـامِـخَةٌ
عبق الأصالـة تَرْوِي قِصَّــةَ الْقُدَمَــا
ماذا اقـــــولُ عــن ارض ٍ مقدســـة
طَيـْرُ الابايــلُ تحرسُ أَرضـها و سمَـا
مهْــدُ الرسَالـةَ لهـا بالدِّيـنُ بصمتُهـا
وخدمـة البيْتِ عين الفخرِ والشِيمَـا
حِصنُ العروبــةِ بالاســلامِ شَرَفَهَـــا
ربــي فـأوصلَ صِـرحَـهَـا القِمَمَــا
رَعَـاكِ رَبِّـي مِـنَ الْوَيْلَاتِ إنْ ظَهَـرتْ
وَبَــارَكَ اللهُ أَرْضًــا تَـحْـضُنُ الْـحَرَمَا
