شعر: أمل سامح
هناك لحظات يعجز فيها القلب عن التعرّف إلى نفسه،
لحظات يذوب فيها الأمل،
وتضيع فيها الهوية بين صخب الخيبات.
لكن… من قلب العتمة يولد النور،
ومن رماد الفقد تنهض أرواحنا من جديد.
كيف أُبصر النور، وقلبي قد أضاع هويته؟
كنتُ أعبر دروب الحياة أبحث عن معنى،
عن انتماء،
عن ظلٍّ لقلبي الذي كان يومًا يزهر في أحضان الأمل.
لكن فجأة… كل شيء خبا.
تساقطت ملامح روحي
كما تتساقط الألوان عند المغيب،
وضاعت هويتي بين صخب الخيبات وضجيج الفقد.
صرتُ أفتّش عن النور، لا في السماء، بل في داخلي؛
أفتّش عنه بين شقوق الألم،
في رماد الذكريات،
في صمت الليالي الطويلة.
أتساءل:
هل أستحق النور بعدما ضاع مني كل ما كنتُ أظنه أنا؟
هل للقلوب أن تولد من جديد بعد أن تُكسر ألف مرة؟
ربما النور لا يأتي دائمًا ليكشف… بل ليُعيد بناء ما تهدّم.
وربما ضياع الهوية ليس خاتمة، بل بداية بحث أعمق؛
بحثٍ عن ذاتٍ أنقى،
عن قلبٍ يُعاد تشكيله لا بظلال الفقد،
بل بنور التجربة وصدق الألم.
هكذا فقط… يولد النور من العتمة.