كتب: محمود عبدالله
وقفة مع النفس
(حسن الرجال شجاعة، أما النساء فحسنهن حياء)
المرأة السوية، المرأة الحقيقية، تولد ويولد معها الحياء، كما يولد عقلها وقلبها.
هو غريزتها الأجمل، وجمالها الأصفي، وصوتها الداخلي الذي يهمس لها دائماً بأن الستر كرامة، وأن الجسد حين يُعرض يهان، ولو صُفق له ألف مرة.
الحياء زينة المرأة وعفافها، وتاجها الأعلى الذي يُوضع على رأسها، ليحفظها ويصونها من فتنة هذا العصر.
الحياء يفتن الرجال الحقيقيين، الذين يضعون ميزان الأخلاق أمام أعينهم في تقييم المرأة الحقيقية.
لا هؤلاء المخنثون الذين يعرضون أجساد زوجاتهم وأخواتهم وأمهاتهم ليحصلوا على حفنات عفنة من المال، التي ستكون حجة عليهم يوم القيامة.
الحياء خلق للمرأة، وسيبقى، شئتم أم أبيتم، تاجًا يضعه الرجل فوق رأسه تمجيدًا لرزق الله الذي وهبه امرأة ترتديه.
الحياء فطرة يضعها الله داخل المرأة لتكون حائط صد ضد الطامعين الغارقين في الشهوات.
المفتونين بالثقافات التي نزعت أجمل ما في المرأة، وهو الحياء، بحجة المساواة والتحرر. تلك الأفكار التي هدمت الأخلاق وفسدت بها الضمائر والنوايا وكثرت بها الجرائم.
وانتشر الفواحش بين الناس.
ولتعلم أن العرب في الجاهلية وقبل الإسلام، كانت المرأة الحرة لا تخرج إلا مستورة محفوظة، لا يراها غريب.
ولم يُرضَ بخروجها غير مستورة رجل واحد يُذكر في التاريخ.
والآن، وبعد أن نزعت المرأة لباسها، وأصبحت تعرض نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعلم من زوجها أو أخيها أو أبيها.
لم يعد لنا إلا أن نذكر واقعة حدثت في القاهرة في الخمسينيات، عندما نشب حريق في حمام للنساء، فخرجت جميع النساء عاريات، إلا قلة منهن لم يخرجن لأنهن استحيا أن يخرجن أمام الناس بغير ملابسهن.
وعندما سُئل رجال الإطفاء: هل هناك ضحايا؟
قالوا: الذين اختشوا ماتوا!
تلك المقولة أصبحت مثلاً فيما بعد،
ولكن في زمننا هذا ينبغي أن نذكرها كثيراً وكثيراً،
حقاً، الذين اختشوا ماتوا.
(يا من خُلقتِ حرةً متجملةً بتاج الحياء،
لا تُنزعي عباءتك، فالستر أولى تبتغينه.
أنتِ أغلى من أن تكوني سلعة تُباع دوماً صباحاً ومساءً.
كرمك الله بثوب العفة، فلا تخلعيه فتخسري لقاءه.)