حوار: أحمد محمد
في هذا اللقاء الخاص، نقترب من شخصية شابة مميزة تحمل بداخلها طموحًا كبيرًا وشغفًا دافئًا بمجال قلّ من يعرف خباياه، وهو التعليق الصوتي.
ماريا، فتاة جزائرية تبلغ من العمر 23 عامًا، خريجة معهد الإعلام الآلي، تخصص تقني سامٍ في قاعدة المعطيات، اختارت أن تسلك طريقًا غير تقليدي، وتحلم بنجاح مهني ومالي من خلال صوتها وإبداعها.
في هذا الحوار، نكتشف نظرتها للتعليق الصوتي، رأيها في الإعلام، وأفكارها عن بيئة العمل المثالية.
كيف كانت بدايتك مع التعليق الصوتي؟
بدأ الأمر كهواية، كنت دائمًا أحب الاستماع إلى الأصوات المؤثرة في الوثائقيات والإعلانات، وكنت أقلّدها في أوقات فراغي. مع الوقت، أدركت أن لدي شغفًا حقيقيًا بهذا المجال، وبدأت أسجل مقاطع بصوتي عندما أملك الوقت.
كيف ترين التعليق الصوتي كمجال عمل؟
هو فن راقٍ قبل أن يكون مهنة، يعتمد على الإحساس والتمكن من اللغة والصوت. التعليق الصوتي ليس مجرد قراءة، بل إيصال رسالة بإحساس صادق.
ورغم أنه بدأ في الانتشار مؤخرًا، إلا أن الكثير من الناس لا يعرفون عنه شيئًا، ربما لأنه لا يظهر للناس بنفس وضوح التمثيل أو التقديم التلفزيوني.
ما هي الصعوبات التي تواجه المبتدئين في هذا المجال؟
أهم الصعوبات هي قلة الفرص وقلة المعرفة العامة بطبيعة العمل. أيضًا، يحتاج الأمر إلى تدريب مستمر، ووجود معدات جيدة، وشبكة علاقات تساعد على الوصول للعملاء. وأنا ما زلت في بدايتي ولم أتعامل مع عملاء بعد، لكنني أتعلم وأسعى لتطوير نفسي.
كيف تقيمين الفرق بين الإعلام القديم والإعلام الحالي؟
الإعلام القديم كان تقليديًا وبطيئًا من حيث الانتشار. أما الإعلام الحالي، فقد أصبح أكثر حرية وسرعة بفضل الإنترنت والتكنولوجيا. الآن، يستطيع أي شخص إيصال رسالته للعالم كله من هاتفه فقط، وهذه ميزة عظيمة.
هل ترين أن الإعلام الحديث أقوى في التأثير؟
نعم، لأنه أكثر وصولًا وتفاعلية. الرسائل تنتشر بسرعة، والجمهور يشارك في المحتوى، وليس مجرد متلقٍ سلبي كما كان في الماضي.
لكن في المقابل، يحتاج إلى وعي كبير حتى لا تتحول هذه القوة إلى فوضى معلوماتية.
ما هي بيئة العمل التي تحلمين بها؟
أحب بيئة العمل التي تحترم الخصوصية وتقدّر العمل الفردي. أؤمن أن النجاح يحتاج حبًا حقيقيًا للعمل واستمرارية فيه، دون ضغط أو فوضى.
وما أكثر ما يزعجك في بيئة العمل؟
أكثر ما يزعجني هو وجود أشخاص سلبيين أو سامة، ينشرون طاقة سيئة أو يسببون التوتر للفريق. بيئة العمل الصحية يجب أن تكون مشجعة وآمنة نفسيًا.
ما هو هدفك في المستقبل القريب؟
أسعى لتحقيق نجاح مهني ومالي في مجال أحبه، سواء في التعليق الصوتي أو أي مجال إبداعي آخر أجد فيه نفسي.
الأهم أن يكون لي عمل أعشقه، يمنحني الاستقلال والدافع للاستمرار.