...
Img 20250921 wa0015

 

الصحفية: رحمة سُليمان

 

 

معنا اليوم موهبة جديدة من دار واحة الأدب نستضفها داخل مجلة الرجوة الأدبية. الكاتب أحمد الناموسي، صاحب الإصدار المعروف «الفلاح الصغير»، والحائز على جائزة“وعد لقصص الأطفال” بفلسطين عن قصته المؤثرة «حكاية وطن».

في هذا الحوار ، نقترب من عالم الكاتب، ونكتشف رؤيته للكتابة الموجهة للطفل، ومشاريعه القادمة التي تنبض بالأمل والرسالة.

 

س: في مستهل لقائنا، هل يمكنك أن تُطلعنا على نبذة تعريفية عنك؟

أنا أحمد الناموسي، كاتب قصص أطفال من المغرب. بدأت علاقتي مع الأدب منذ الصغر، حين كانت القراءة عالمي السري الذي أهرب إليه لأكتشف ذاتي. أكتب للأطفال لأنهم النقاء في صورته الأجمل، ولأن الكتابة لهم مسؤولية ورسالة في آنٍ واحد. أصدرت عددًا من القصص، أبرزها «الفلاح الصغير»، وفزت بجائزة “وعد لقصص الأطفال” عن «حكاية وطن»، وهي تجربة أعتز بها كثيرًا، لأنها جاءت من أرضٍ لها في القلب مكانة خاصة.

 

س: كيف بدأت ملامح موهبتك الأدبية بالتشكّل؟

بدأت البذرة الأولى في المدرسة، من خلال المشاركة في الأنشطة الأدبية ومسابقات القصة القصيرة. كانت تلك اللحظات الأولى التي شعرت فيها بأن للكلمة سحرًا خاصًا، وأنني أمتلك شيئًا يستحق أن يُروى.

 

س: كيف تصف تجربتك مع دار “واحة الأدب”؟

تجربتي مع دار واحة الأدب كانت مثمرة ومبهجة. وجدت لديهم اهتمامًا كبيرًا بتجويد أدب الطفل شكلًا ومضمونًا. أول تعامل جمعني بهم كشف عن روح مهنية عالية وإيمان حقيقي برسالة الكتاب، مما جعلني أعتبرهم شركاء في الرؤية قبل أن يكونوا ناشرين فقط.

 

س: ما أبرز إنجازاتك الأدبية؟ وأيّها الأقرب إلى قلبك؟

من أبرز إنجازاتي إصدار

«الفلاح الصغير»، التي تهدف لغرس قيمة العمل وحب الأرض في نفوس الأطفال، وفوزي بجائزة “وعد لقصص الأطفال” عن «حكاية وطن» ، التي تعالج موضوع الانتماء والهوية. هذه الأخيرة هي الأقرب إلى قلبي، لأنها كتبت بروح الوطن العربي ومعاناة الإنسان الباحث عن الحرية.

 

س: ما مشروعك الأدبي القادم؟ ومن أين استلهمت فكرته؟

أعمل حاليًا على مجموعة من القصص الجديدة، بالإضافة إلى نصوص مسرحية موجهة للأطفال. أستلهم أفكاري من الواقع، من أحلام الصغار، ومن الأسئلة التي يطرحها الطفل العربي في ظل عالم متغير.

 

س: ما توقعاتك لردود الفعل حول هذا العمل؟

أتمنى أن يجد العمل صدًى طيبًا في نفوس القرّاء الصغار والكبار، لأنه يحمل رسالة مفادها أن الحلم لا يعرف الفقر ولا المكان. الطفل العربي يستحق أن يرى نفسه في الأدب، وأن يؤمن بأن بإمكانه أن يصعد إلى نجمه الخاص مهما كانت الظروف.

 

س: كيف تتعامل مع النقد؟

أتقبل النقد البنّاء بكل رحابة صدر، لأنه يساعدني على التطور ورؤية العمل من زوايا جديدة. أما النقد الهدّام، فلا أراه سوى ضجيجًا عابرًا لا يصمد أمام صدق الفكرة وجمال النص.

 

س: هل لديك طقوس خاصة أثناء الكتابة؟

نعم، أفضل الكتابة في الليل، عندما يكون الكون في سكونه الأجمل. وأحتفظ بدفتر صغير أدوّن فيه الأفكار والعبارات التي تخطر ببالي في أي لحظة.

 

س: من هم الكتّاب الذين تقرأ لهم؟ وهل لك قدوة أدبية؟

أقرأ لكبار كتّاب الطفل العربي، وأستلهم من طه حسين عزيمته وإيمانه بالمعرفة. أؤمن أن القراءة هي وقود الكاتب، وأن كل تجربة تُضيف إلى رصيده الإبداعي.

 

س: هل هناك مقولة تؤمن بها؟

أؤمن بأن: «الكتابة الصادقة لا تحتاج إلى تزيين، لأنها تلمس القلب مباشرة». الصدق هو ما يجعل النص يعيش بعد مؤلفه، ويترك أثرًا لا يُمحى.

 

س: كيف وجدت هذا اللقاء؟

الأسئلة كانت دقيقة وعميقة، حفّزتني على استرجاع مسيرتي والتأمل فيها. سعدت بهذا اللقاء الذي منحني فرصة لأتحدث عن تجربتي ومشاريعي القادمة، وأتمنى أن تصل كلماتي إلى كل طفل يحلم ويقرأ ويؤمن بأن الغد أجمل.

 

انتهي اليوم حوارنا داخل سطور الرجوة، مع الكاتب المغربي أحمد الناموسي، الذي اختار أن يخاطب الطفل العربي بلغة الحلم والصدق. ننتظر أعماله القادمة بشغف، ونتمنى له مزيدًا من التألق في خدمة أدب الطفل.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *