...
577581bb71d272cb6191274f9247e8e2

كتبت: المحبة لله 

 

‏”المتنبي أعطيتك سيفي لأريك وفائي فمالي أرى سيفي تملؤه دمائي”

‏يصعب على المرء رؤيه الخيانة بعدما وهب كل حياته لغيره، ولكن الذي يجرح القلب ويدميه أن تأتي من أقرب ما له ويظنون أن المسامح يعفو ويصفح عن غدرهم!

‏آنى لكم بالأذى وأنا من مددت يدي بالخير والفلاح، فكان جزائي أنكم غرزتم السكين لتذبحوني، هل كنت أنا المخطئ في عطائي أم ثقتي التي أعطيتها دون حدود؟

‏بالصعاب يبحث المرء عن عائلته وأصدقائه في كل مأزق يمر به، لكنه يفاجئ بالفراغ الذي يعم من حوله ويظل السؤال الذي يطرح مرارًا وتكرارًا: الملاذ الذي نلجأ إليه ونتكئ عليه إلى أين ذهب وتركني بمفردي؟

‏الغدر هو داء العصر لا يرى الدماء تسيل من السيوف التي خرجت من غمدها لقتل العدو؛ إنما لهتك صاحبه وبيد رفيقه الذي يتوجب عليه حمايته والحفاظ على حياته من أي خطر يتعرض إليه.

‏الأمان لم يعد موجود بالحياة وإن بحث عن مهرب ننزوي إليه لا يوجد، فإنني طعنت بخنجري على يد صفي الذي تبدل إلى قسوة لا ترى مثيل لها أقسى من الحجر وإن كان يخرج منه الماء.

‏إن كنت أنا الذي أردع عنك الخوف والقلق، لماذا قمت بنبت بذوره في قلبي قبل حياتي، لماذا عيني بصرت صفعك لرجائي بالطمأنينة، لماذا تجمدت في مكاني عندما برزت خيانتك القصوى التي لا حدود لها، لماذا توفيت بداخلي رغم أنك على قيد الحياة؟

 

‏تساؤلات تعصف بالذهن حينما كان الحب مجرد خيالات وردية تروى على الصغار في صباهم؛ أما الحقيقة لا وجود للمودة والرحمة بين الناس قبل العلاقات الإنسانية التي تبنى على التفاهم، فقط هناك طعنة تلوى الآخر من حربنا التي أقامت من أجل احبائنا.

 

‏يا ليتنا كنا صغار ولم نكبر على عالم هكذا، فكنا حينها أكبر ذنبنا هو شقاوتنا وأحلامنا دمية نلهو بها في الصباح بعدها ننام وهي بكنفنا إلى أن تستيقظ في يوم آخر لا نعبئ، كيف سنمضي يومنا دون أن نجرح أو يحطم خاطرنا ويدهس على الأرض؟

‏أما حاضرنا كابوس يعاش في رحلة البحث عن الصدق والأمانة إلى أن قاربنا على الهرم بسبيل ذلك داعين المولى عز وجل أن يلهمنا الصبر على ما هو قادم.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *