الكاتبة وئام التركي
أنا التي أبحث عن نفسي بين طرقات الزمن،
أقرأ الحياة كما يقرأ الحكيم أوراق القدر،
أرى في الألم مرآة الحقيقة،
وفي الوحدة شعلةٌ تُنير دروب الوعي.
أنا السؤال الذي لا يجد جواباً،
والصدى الذي يرنّ بلا توقف في قلب الكون،
أتلمس الوجود كما تتلمس اليد ماءً بارداً،
وأعرف أن كل لحظة تحمل في طياتها سرّاً خفيّاً.
أحياناً أكون كالغيمة، تتلاشى في السماء،
وأحياناً كالجذر، يثبّتني في الأرض بلا صوت،
أتعلم أن الحياة ليست ما نملك، بل ما نعيشه،
وأن السعادة ليست هدفاً، بل رحلة بين الظلّ والنور.
أحبّ الهدوء، فهو لغة الروح،
وأقرأ الناس كما تقرأ النجوم موقعها في السماء،
أعرف أن كل لقاء هو درس، وكل رحيل هو حكمة،
وأن النفس التي تعرف نفسها، تعرف العالم كله.
أنا التي أحلم بلا نهاية،
وأخلق من داخلي عوالم لا يجرؤ الآخرون على الدخول إليها،
أعرف أن الحياة أكبر من أوجاعنا،
وأن الحقيقة أعمق من الكلمات التي نطقنا بها.
أحياناً، أُحادث الصمت، وأكتشف فيه موسيقى الروح،
وأرى أن الزمن ليس عدواً، بل مرشدٌ صامت،
أتعلم من كل سقوط كيف أقف من جديد،
وأعرف أن القوة الحقيقية ليست في الانتصار،
بل في القدرة على فهم الذات وسط الفوضى.
أنا التي أتنفس الأفكار كما يتنفس البحر أمواجه،
وأسترق النظر إلى الظلال لأعرف نورها،
أدرك أن الوجود ليس ما نراه،
بل ما نشعر به، وما نخفيه عن أنفسنا.
أحياناً أشعر أني ذرة في كونٍ بلا حدود،
وأحياناً أشعر أني الكون كله في ذرة واحدة،
أعرف أن كل لحظة حياة هي فلسفة صغيرة،
وأن معنى الحياة ليس في السؤال عن النهاية،
بل في الشجاعة أن نحيا كل ثانية بوعي كامل.
أنا التي أكتب على جدار الزمان،
قصصي ليست كلمات فقط، بل نبضات قلب،
وكل تجربة ألمستُها كانت مرآةً لي،
تُعلمني أن الذات رحلة لا تنتهي،
وأن الحياة، مهما بدت عابرة، هي فنّ الوجود ذاته.
![]()
