حوار: مريم نصر
-بداية عرفنا بنفسك.
*الأسم، محمد علي اعفارة من الجمهورية العربية السورية. مدينة ادلب.
ولد عام 1965 موظف حكومي في مؤسسة الاتصالات، متزوج وعندي أربعة أولاد؛ بنتين وصبيين، كلهم دارسين ومتفوقين دراسيًا.
شهادتي دبلوم نظم اتصالات.
حاصل على جائزة الشارقة للإبداع العربي للنص المسرحي.
ومسابقة غسان كنفاني للقصة القصيرة في القاهرة.
حاصل على جائزة أفضل ممثل، ودورة في الإخراج المسرحي.
-متى بدأت شغفك بالكتابة؟ وهل كنت تتوقع أن تصبح كاتبًا يومًا ما؟
*في مرحلة الشباب بدأت بمشروع كتابة المشاهد المسرحية، وإعداد النصوص المسرحية العالمية، وكنت اسعى جاهدًا لإمتلاك زمام. وأدوات المعرفة الكتابية
وكانت بالنسبة لي هدفًا للوصول إليه مع المثابرة، والحفاظ على تعلقي الكبير بفن المسرح
وكلا الحالتين كل واحدة تكمل الأخرى، فالفن المسرحي أهم ركيزة أساسية له هو: النص الكتابي الذي سيبنى عليه العرض المسرحي،
فلا مسرح بدون نص كتابي يكون حامل لفكرة العمل أو العرض المسرحي.
-ما أول شيء كتبته؟ وهل ما زلت تحتفظ به؟
*أول الأشياء أو البدايات كانت كتابة المشاهد المسرحية التي تحاكي شجاعة الأم وثورة الشباب وبناء المجتمع وصناعة الفكر الخلاق للأمة، والصمود ضد المحتل الغاصب و الظلم، كتبت مشاهد للطفولة والمفاهيم السامية والجيدة التي يجب أن ينشئ عليها الأطفال في مدارسهم، ومنازلهم ومجتمعهم، ربما هرب من دوامة الزمان مشهد أو أثنين، وبقيا يصارعان هجوم وقسوة الحياة والحرب.
-من كان أول من شجعك على الكتابة؟
*أول من شجعني أسرتي، و بعض أصدقائي من الكتاب والفنانين.
-هل الكتابة بالنسبة لك هواية تحولت لمهنة، أم كانت هدفًا من البداية؟
*الكتابة كانت ومازالت هواية، ولم أفكر يومًا أن أقتات منها، ولم تكن هاجسي المادي، لأنني أعتبرتها منذ أول حرف كتبته هي حامل فكري. ومعرفي وعلمي وإنساني وروحي، ينطوي على حالة وجدانية عالية المستوى وهذا هو هاجسي، أن تكون الكلمة التي أكتبها منارة للمجتمع إن كانت على مستوى القراءة أو فن المسرح والفرجة، ولم أفكر يومًا أن أتقاضى أية مبالغ مادية على كتاباتي المردود المادي من الكتابة كان أخر اهتماماتي.
-من أين تستوحي أفكارك؟ هل هناك مصدر إلهام معين يتكرر في أعمالك؟
*مصدر أفكاري الحياة، والتجارب الحياتية، و المجتمع بكل مكوناته البشرية على مختلف ألوانها و مشاربها بالإضافة للقراءة، أعتقد أن الحياة هي نبع لا ينضب للكاتب الجيد.
-هل هناك شخصية من شخصياتك تشبهك أو تعبر عنك؟
*نعم شخصية الشاب حسان في نص قصيدة على الرصيف الحاصل على جائزة الشارقة للإبداع تشبهني كثيرًا وحملتها الشيء الكثير من روحي، وشخصية الأب في قصة أشواك ناعمة تشبهني كثيرًا
وشخصية الممثل في قصة المنولوج الأخير، كذلك هي جزء من روحي وتعبر عني.
-ما أقرب عمل إلى قلبك، ولماذا؟
*النص المسرحي قصيدة على الرصيف هو الولادة الأولى لي، وهو البكر لذلك أحمله محبتي، الولادة الأولى هي ولادة الحياة والنور
وبوابة العبور للضياء.
-هل هناك عمل ندمت على كتابته أو شعرت أنه لم يُفهم بالشكل الصحيح؟
*أعتقد لكل متلقي أو قارئ فهمه الخاص و مرجعيته الفكرية الخاصة و ذائقته الخاصة لذلك كل قارئ يتفاعل مع النص وفق قدراته وهذا يختلف من شخص لأخر.
-كيف تصف أسلوبك في الكتابة؟ وما الذي يميزك عن غيرك من الكُتاب؟
*الفن المسرحي. علمني:
1 دراسة الشخصية بكل أبعادها النفسية والروحية والجسدية،
2 دراسة المكان والزمان اللذان تجري فيهما الأحداث.
3 دراسة مظهر الشخصية ( الكاركتر ) فلكل شخصية حالتها المتفردة و طبيعتها المختلفة عن الأخرى.
فشخصية المدرس تختلف بكل مكوناتها عن شخصية الطبيب أو عامل المنجم أو المتسول، أو شخصية الوزير.
إن إمتلاكي لهذة الأدوات الحرفية في فن الكتابة، أعطت لنصي المكتوب جمالاً وأجواء ينخرط بها المتلقي بهدوء دون عناء في الاستدلال على الشخصية وأبعادها.
-هل تتبع طقوسًا معينة أثناء الكتابة؟(مثل وقت معين، موسيقى، مكان محدد)
*أثناء الكتابة أحتاج للهدوء فأنا لا أستطيع الكتابة وسط الضجيج و الفوضى والصراخ
لذلك أكثر كتاباتي تكون ليلية
مع قليل من الموسيقى بصحبة كأس من الشاي أو فنجان من القهوة. وأحياناً مع صحن من الفواكه أو عروسة زيت و زعتر
الهدوء والسكينة أهم الاشياء التي يجب أن تحيط بي لكي أدخل في عوالم الكتابة الإبداعية.
-كيف تتعامل مع “البلوك الكتابي” عندما يصيبك؟
* لم أتعرض له ولا أعرف عنه شيئًا
ولم ألتقِ به.
-هل تفضل الكتابة باليد أم على الحاسوب؟ ولماذا؟
*عندما بدأت الكتابة لم يكن هناك إختراع أسمه الكمبيوتر أو الحاسوب لذلك أحببت الإبحار بأفكاري على الورق الأبيض، ومازلت أعشق تلك المساحات البيضاء النبيلة التي تحتضن أحرفي وكلماتي، الصفحات البيضاء لها رائحة عبقة. ولون بديع، و مشهدية تثلج الروح إنها مساحةٌ لرسم الإبداع بكل فنونهِ و تجلياتهِ.
-هل تفكر في القارئ أثناء الكتابة، أم تكتب لنفسك أولًا؟
*هناك نصوص أكتبها من وإلى نفسي تعبر عن حالة وجدانية تخالجني. فرح، حزن، ألم، انكسار.
وهناك نصوص اتقصد أن ازفها للقارئ وهي التي تحمل بُعد وطني أو مجتمعي أو أخلاقي أو سياسي مرتبط بايدلوجية معينة، ذلك يتطلب مني إيجاد اللغة المناسبة للمخاطب
وأحيانًا أكتب للجمهور المحلي باللغة العامية التي تكون أقرب بمفرداتها لروحه والتي تشكل مخزونه المعرفي و الثقافي.
-كيف تتعامل مع النقد، سواء الإيجابي أو السلبي؟
*النقد الإيجابي يعطي الكاتب. والنص المكتوب دفعة ليكون أجمل وبُعد إضافي للحالة الإبداعية.
أما النقد السلبي. لايتعدى كونه اصطياد عصافير بواسطة (النقيفة) وفي النهاية لا يقدم وجبة لا للناقد، ولا للنص ولا للكاتب
والتجاهل لمثل هذه الحالات أفضل دواء.
-هل سبق وغيّرت فكرة أو نهاية بناءً على رأي القراء؟
*الفكرة لا يمكن أن أتلاعب بها فهي سهمي الذي أطلقه على القراء ولا يمكن أن أستبدلها.
أما بالنسبة للنهايات فاصدقائي هم جمهوري المقرب لي ربما يعطيني أحدهم مفرد أو كلمة أو ربما. جملة تعزز حالة الإدهاش بالنص. فلا بأس أن أخد بها. وأعتمدها.
-من هم الكُتاب الذين أثّروا فيك أو تعتبرهم قدوة؟
الأدب العالمي كان له الأثر الكبير في النضوج
الفكير والكتابي بالنسبة لي
( أنطون تشيخوف، مكسيم غوركي، غوغول، عزيز نسين، ارهان باموق، ازبيل لندي، غابريل غارسيا ماركيز، أجاثا كرستي، فرناندوا اربال، اندري بريتون، غوته، بروتلت برخت، شكسبير، موليير باترك روسكيند، والكثير)
أما على مستوى الأدب العربي
( طه حسين، توفيق الحكيم، عبد الرحمن منيف، شوقي بغدادي، أحلام مستغانمي، حسيب كيالي، إبراهيم صموئيل، أدونيس، سعدالله ونوس، وليد معماري، نجيب محفوظ، حيدر حيدر، محمد شكري، غسان كنفاني، ضيف الله مراد، نجيب كيالي، الطيب صالح، جبران خليل جبران، جبرا إبراهيم جبرا، إميل حبيبي، صنع الله إبراهيم. القائمة تطول).
-هل هناك صنف أدبي تتمنى الكتابة فيه ولم تخض التجربة بعد؟
نعم هناك جنس أدبي لم أدخل عوالم الكتابة له
إنه عالم الرواية، فأنا كتبت المسرح والقصة القصيرة، و القصيرة جدًا والخاطرة، والقصيدة الحداثية.
أما الرواية فلم يُكتب لي شرف الكتابة في حناياها.
-ما الذي تقرأه حاليًا؟
*رواية العطر. للكاتب باترك روسكنيد.
-ما النصيحة التي تعطيها لأي شخص يريد أن يصبح كاتبًا؟
اقرأ ثمّ اقرأ ثمّ اقرأ، وبذلك تمتلك مخزون. وأدوات. تفتح عوالم الكتابة، وتنساب الأفكار بتدفق و إنبعاث إبداعي.
-في كلمة واحدة، ماذا تعني لك الكتابة؟
الكتابة هي الفعل الحسي والإدراكي الملموس للفكر.
وتعني (منابع الضياء).