الكاتبة آية قوجة
من فوضى أفكاره الرعناء، انتفض ناظرًا للشمس، سارحًا في ملكوت السماء. كم كان طيشه مستحكمًا به، وكم كان مطيعًا، ولكم يبدو الآن هادئًا كنسمات ربيعية رقيقة. لطالما أراد السكينة، وحذا حذوها، ولكنه يبدو الآن أقرب ما يكون إلى التلاشي.
محزنٌ وقته الضائع بين ركام تشوشه ورغبته بالسكينة. ردّد قائلًا بعد صمتٍ مهلك: “حان وقت التلاشي، لن يتحقق مرادي إلا به.”
أغلق عينيه الكهرمانيتين المثقلتين، واستنشق الهواء المتجمع حوله، وزفر بقوة نافثًا غلّه.
وأشعل بعدها سيجارة ليدفئ أحشائه، متتبعًا دخان سيجارته، متأملًا إيّاه.
حينها، شقّت دمعة غريبة طريقها على منحدرات خده الناعم، لتنهمر صديقاتها بعدها، وكأنه بركانٌ متأجج كتم بداخله سنينًا من الغربة والرغبة الملحّة بالبكاء.
لم يكن مدركًا حزنه إلا عند تلك اللحظة.
![]()
